سأتكلم بوضوح وشفافية مع أخي المدخن..
ودون مقدمات .. أو تنميق عبارات!
إليك هذه القصة التي أنكرتها حينما سمعتها أول مرة!
لأني ظننتها مبالغة.. وأنا بطبعي أكره المبالغات!!
حتى أراني الله صدقها عياناً بياناً..
فإلى القصة..
كان هناك أحد الخطباء يعظ المدخنين ويدعوهم لترك هذه العادة السيئة..
ومن المعتاد أن كثيراً من الإخوة المبتلين بذلك تمر عليه النصائح والتحذيرات
فلا يلقي لها بالاً .. ولسان حاله يقول: الله يهدينا!
إلا أن الخطيب خرجت منه عبارة أثرت على أحد المستمعين
حينما قال:
ثم ما ذنب زوجتك التي تشمّ من فمك كل يوم رائحة كالصرف الصحي!
فصعق الرجل الذي كان في قلبه حياة .. ولديه إحساس وحياء..
أنا يخرج من فمي مثل هذا؟
وزوجتي تشم هذه الرائحة النتنة؟
كيف؟ أنا أهتم بنفسي؟
وأكره أن أقرب منها إلا وأنا طيب الرائحة!!
فلما انتهت الصلاة ذهب إلى البيت سريعاً.. لاتفارقه كلمة الخطيب..
فأخذ يتأمل في زوجته.. ويتردد في سؤالها!!
فلما رأت عينيه الحائرتين، قالت: ما بك يا فلان؟
فقال لها بعد حياء:
يا زوجتي! أسألك بالله: هل أنا أضايقك إذا قربت منك؟
فقالت: لا..
قال: أسألك بالله.. هل رائحة فمي مزعجة؟
وبعد تردد كثير.. وحياء كبير..
قالت الزوجة الصابرة المتحملة..
إذا كنتَ مصراً على الجواب.. فنعم..
وبخاصة حينما تستيقظ من النوم!!
فقال: وكيف تصفين الرائحة؟
قالت: كأنها رائحة الصرف الصحي!!!
فما كان من الرجل الحي الحيي إلا أن عاهد الله وعاهد زوجته
أنه لن يشرب بعد اليوم سيجارة واحدة..
وأقول لك أخي المدخن:
إني حينما استنكرت ذلك..
ظناً مني أن في ذلك مبالغة..
أراني الله صدق كلام الخطيب..
حينما حصل لي ذلك مع أحد المدخنين
عندما سلّم علي إثر قيامه من النوم!!
فهل ترضى أن تكون مزعجاً إلى هذه الدرجة؟